من الأقوال المأثورة بمناسبة اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم : “أحسن الاختيار دومًا، لتحظى بحياة جيدة”.
لكن ماذا إذا أصبحت خياراتك تتحكم في مدى بقائك على قيد الحياة؟!
لا تندهش عزيزي القارئ فهذا بالفعل ما يعانيه مريض ارتفاع ضغط الدم، لذا نظرًا لخطورة هذا المرض يوجد يوم مخصص للتوعية حوله، وهو اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم.
هذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال، تابعوا معي…
اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم
يوجد أكثر من مليار شخص حول العالم يعانون مرض ارتفاع ضغط الدم، والذي يُعد أحد الأسباب الرئيسية لأمراض القلب، أو الموت المفاجئ.
لذا اتخذت الرابطة العالمية لفرط ضغط الدم (WHL) يوم 17 مايو من كل عام؛ ليمثل اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم.
ترجع أهمية اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم إلى دوره في زيادة الوعي حول هذا المرض، وأيضًا تعزيز الوقاية منه.
سنشرح الآن بالتفصيل كل ما يخص مرض ارتفاع ضغط الدم…
أسباب ارتفاع ضغط الدم
يوجد نوعان من ارتفاع ضغط الدم تختلف أسباب كُلاً منهما.
ارتفاع ضغط الدم الأولي (الأساسي)
النوع الأكثر شيوعًا، لا يوجد له سبب محدد، لكن توجد بعض العوامل التي يعتقد العلماء أن لها دور في ارتفاع ضغط الدم الأساسي، ومنها:
الجينات: بعض الناس معرضون وراثيًا لارتفاع ضغط الدم، وهذا بسبب خلل وراثي أو بعض الطفرات الجينية.
التغيرات الجسدية: يوجد رد فعل من الجسم دومًا على أي تغيرات تحدث فيه، ارتفاع ضغط الدم ربما يكون أحد هذه الردود.
فمثلاً تسبب الشيخوخة تغيرات في وظائف الكلى، عندئذ يحدث خلل في التوازن الطبيعي للأملاح والسوائل؛ مما ينتج عنه ارتفاع ضغط الدم.
البيئة: يؤثر أسلوب الحياة غير الصحي -بمرور الوقت- مثل قلة الأنشطة الجسدية أو سوء التغذية بالسلب على حياتك، بالإضافة إلى الوزن الزائد الذي يزيد من خطر الإصابة بمرض فرط ضغط الدم.
ارتفاع ضغط الدم الثانوي
النوع الأقل شيوعًا لكنه أكثر خطورةً، ومن أسبابه:
أمراض الكلى.
توقُف التنفس في أثناء النوم.
عيوب القلب الخِلقية.
مشكلات الغدة الدرقية.
أعراض جانبية لبعض الأدوية، مثل: حبوب منع الحمل، أو مزيلات الاحتقان، أو علاجات البرد، أو مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية.
استخدام المخدرات غير المشروعة مثل: الكوكايين أو الأمفيتامين.
إدمان المشروبات الكحولية أو الاستخدام المزمن لها.
مشكلات الغدة الكظرية.
بعض أورام الغدد الصماء.
عوامل تزيد مخاطر ارتفاع ضغط الدم
هذه العوامل تتمثل في:
السن: تزداد مخاطر ارتفاع ضغط الدم بزيادة السن، كما يشيع مرض فرط ضغط الدم بين الرجال حتى سن 65 عامًا، بينما يكثر بين النساء بعد هذا السن.
الجنس: يكثر في الأفراد ذوي الأصل الأفريقي، ويصابون به في عمر مبكر عن أقرانهم من البيض.
التاريخ العائلي لمرض ضغط الدم المرتفع: مرض ارتفاع ضغط الدم من الأمراض المتوارثة في العائلات.
الوزن الزائد.
عدم ممارسة أي نشاط بدني: يترتب على ذلك ارتفاع معدل ضربات القلب وبالتالي زيادة جهد القلب مع كل انقباض وزيادة قوة الدم على جدران الشرايين، كما يؤدي أيضًا الخمول البدني إلى الوزن الزائد.
التدخين: سواء التدخين المباشر أو استنشاق دخان الآخرين.
فرط استخدام الملح (الصوديوم) في الأطعمة: إذ إن الصوديوم يسبب حبس السوائل في الجسم مما يتسبب في ارتفاع ضغط الدم.
نقص البوتاسيوم في الطعام: إذ يوجد توازن بين الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم، عند نقص البوتاسيوم سوف يتراكم الصوديوم داخل الجسم.
التوتر: يؤدي التوتر إلى ارتفاع مؤقت في ضغط الدم.
كثرة هذه العوامل يجعل من اللازم التوعية حول ضغط الدم المرتفع، هذا ما نجده في اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم.
أعراض ارتفاع ضغط الدم
يُطلق على ضغط الدم المرتفع “القاتل الصامت”، إذ إن معظم الأشخاص لا يشعرون بأي أعراض، وبالتالي لا يدركون أنهم يعانون هذا المرض.
في معظم الحالات ظهور الأعراض تعني تفاقم الحالة ووصولها إلى الحد المهدد للحياة، وهذا قد يأخذ سنوات أو عقودًا.
من الأعراض التي قد تظهر:
الصداع.
نزيف الأنف.
ضيق التنفس.
ألم في الصدر.
تغيرات في الرؤية.
وجود دم في البول.
الاحمرار.
الدوخة.
إذا لاحظت أحد هذه الأعراض، احصل على الرعاية الطبية على الفور.
كما ذكرنا لا تظهر هذه الأعراض في بعض الناس لكن الانتظار حتى ظهورها قد يكون مميتًا، لذا يجب الحرص دائمًا على قياس ضغط الدم.
إذا استنتج طبيبك بعد عدة جلسات ارتفاع ضغطك، سوف يصف لك أدوية معينة وأسلوب حياة معين حتى تتماثل إلى الشفاء، وتتمتع بصحة جيدة.
قياس ضغط الدم
يُعرف ضغط الدم بأنه الضغط الواقع على جدران الأوعية الدموية عند ضخ الدم من القلب.
يقاس ضغط الدم بوحدة الملليمتر الزئبقي (mmHg)، يوجد على هيئة قراءتين هما:
ضغط الدم الانقباضي: وهو القراءة الأولى أو الأعلى قيمة، يشير إلى ضغط الدم الناتج عن عملية الضخ.
ضغط الدم الانبساطي: وهو القراءة الثانية أو الأقل قيمة، يشير إلى ضغط الدم في حالة الانبساط عندما يكون القلب في حالة راحة.
فئة ضغط الدم | ضغط الدم الانقباضي (مم زئبق) | ضغط الدم الانبساطي (مم زئبق) | |
طبيعي | أقل من 120 | و | أقل من 80 |
ما قبل ارتفاع ضغط الدم | 120- 129 | و | أقل من 80 |
ارتفاع ضغط الدم(المرحلة الأولى) | 130- 139 | أو | 80 – 89 |
ارتفاع ضغط الدم(المرحلة الثانية) | 140 أو أعلى | أو | 90 أو أعلى |
نوبة فرط ضغط الدم(اتصل بالطبيب على الفور) | أعلى من 180 | و / أو | أعلى من 120 |
جدول قياس ضغط الدم
يختلف ضغط الدم من شخص لآخر، أيضًا يختلف على مدار اليوم لذا يمثل جدول قياس ضغط الدم مرجعًا عامًا يساعد على فهم قراءة الجهاز.
ارتفاع ضغط الدم الانقباضي
عندما تقيس ضغط الدم وتجد أن الضغط الانقباضي يستمر في الزيادة على رغم أن الضغط الانبساطي في المعدل الطبيعي، عندئذ يخبرك طبيبك أنك تعاني ارتفاع ضغط الدم الانقباضي المعزول (Isolated Systolic Hypertension).
إليكم بعض المعلومات عن هذه الحالة…
يحدث ارتفاع ضغط الدم الانقباضي المعزول عندما يكون الضغط الانبساطي أقل من 80 مم زئبق، بينما يكون الضغط الانقباضي أعلى من 130 مم زئبق.
يشيع بين الأشخاص ذوي سن أعلى من 65 عامًا، لكن هذا لا ينفي احتمالية إصابة الشباب به.
من أسبابه:
الأنيميا.
مرض السكري.
الوزن الزائد.
مشكلات صمامات القلب.
تصلب الشرايين.
فرط نشاط الغدة الدرقية.
ينبغي استشارة الطبيب وتلقي العلاج في أسرع وقت والسير على أسلوب حياة صحي معين، وعدم الانتظار حتى تأخر الحالة كي لا تزيد مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو أمراض القلب وغيرهما.
ارتفاع ضغط الدم الانبساطي
يرجى العلم أن ارتفاع ضغط الدم الانبساطي لا يقل في الأهمية والخطورة عن ارتفاع ضغط الدم الانقباضي.
إذ صرحت جمعية القلب الأمريكية أن كل زيادة في ضغط الدم الانبساطي بمقدار 10 مم زئبق في الأشخاص الذين يتراوح أعمارهم بين 40 – 89 عامًا، يزيد احتمالية إصابتهم بأمراض القلب أو السكتات الدماغية.
مضاعفات ارتفاع ضغط الدم
إذا لم يُعالج مرض ارتفاع ضغط الدم ربما يسبب بعض المضاعفات الخطيرة، منها:
الأزمة القلبية.
السكتة الدماغية.
الفشل الكلوي.
فقدان الرؤية.
صعوبة التفكير ومشكلات الذاكرة.
تمدد الأوعية الدموية.
الأمراض العقلية.
متلازمة الأيض.
بعد أن تعرفنا على مرض ارتفاع ضغط الدم وأهمية اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم، إليكم بعض النصائح للوقاية منه…
عدة نصائح للوقاية من ضغط الدم المرتفع
الحصول على نوم كافٍ.
الحد من تناول المشروبات الكحولية.
التوقف عن التدخين.
ممارسة أي نشاط بدني.
الحرص على تناول الأطعمة الصحية.
التقليل من الكافيين.
إنقاص الوزن الزائد.
التقليل من التوتر.
في الختام…
كثيرًا منا لم يعلم عن وجود اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم، لكن وجوده يعني أهمية مرض ارتفاع ضغط الدم وخطورته، لذا يجب الاهتمام بصحتنا وقياس ضغط الدم باستمرار.